سهيل عواد مدير الموقع
عدد الرسائل : 330 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
| موضوع: "أنا والطين" مقال لسهيل عواد الإثنين مارس 10, 2008 5:55 am | |
| أنا والطين * * * * * * * * *
سكنّا الطينَ فأغرانا اللين وطراوة المسكن ..عشنا وهماً ولم نحاول أن نحرر الطين منا أو نحرر من الطين هماً ، بدا لنا أن الطين يشبع فينا شهوة أو نمضي فيه غريزة ..احتار الطين فينا بين طهر ونجاسة .. وبين علو ودناءة وبين كره وقساوة. أما خُلق الطين طيناً لا يرجو في الدنيا خلوداً ولا في الآخرة مقراً ؟ ينعم بحبات السماء تارة وأخرى يمضيها تحت الشمس لهيباً .. ما كان يرجو في الماضي شرفاً أو منصباً ولا يطوف باحثاً بين تيه ووحل .. ما كان يرجو الطين يوماً أي قالب يعطيه شكلاً وشرفاً .. ولا تمنى أن يكتسي وجههُ تراباً. وما تمنى الطين يوماً أن ينبض في أعماقه قلبٌ ..أو يكتسي من الأثواب أنصعها . لجأت كومة الطين إلى أن تزيد صلابتها وقساوتها ..علّ الطين إذا قسا وتحجر وقف في وجه النحاتين القساة دهراً .. أو أجبر أن تسيل الوديان دون أن تترك الوديان في الطين أثراً .. كيف للطين أن يقسو وقد خلق الصخر أقسى منه وأمتن. ثار الطين على الأرض بعدما نسي أن الأرض أمه ..فأرتفع حتى عانق السحاب والمجرة .. ومضى في جلبابه يتبختر ناسياً أن للجلباب خياطاً يعرف فيه كل غرزة ويعرف فصله ..خرافي هذا الطين يحاول أن يدوس أمه بوحله. فما الطين إلا سجاناً .. أَسرَ الوهمَّ المسكين بعد أن كان حراً لا يملك أن يرفض شكلاً أو ينصهر فتأخذه التيارات كرهاً أو طوعاً .. وكيف قادته الخطايا؟ وكيف لبى كل من دعاه إثماً ؟ مل الوهم الأسير من الطين أسره .. فرحل الوهمُ تاركاً خلفهُ طلاسم على جدران السجن لم يعرف السجان ولا السجين لها حلاً. أنا والطين حياة أو ممات ،، ليت الطين لبى لي الرغبة ليشفع لي أمام القاضي الكبير أن الذنب ليس ذنبي .. إنما اللذة أقوى وأشد هولاً.. فنحن تحت ظل الدساتير مرتزقة .. ونحن أحرارٌ رغم أنف الأمس واليوم وغدره .. أمسى أمسي في كومة .. والكومة من صنع القوة العظمى .. وها نفسي ترفض أحاسيسي ونبضي وأنا لا أريد من الطين حماية أو حتى شفاعة أو شفقة. أنا أسمى من كل هذا وأعلى ، رغم طلمة سجني وقهري سوف أحيا وإن كنت في الطين ألحد.. وسأرسم لي نهاية تنتهي حيث انتهت البداية. أشهدك أيها الطين عليّ أن الذل الذي أعيش ليس ذنبي .. إنما الذل أني عشت في الطين عمري وعمره .. فأنا في البداية أو النهاية إنسان أحيا كيف أحيا ، وأموت حيث كتب لي أن أوضع في الطين مرة أخرى. ثم انتفض الطين من الغبرة والرملة وأشهد الكون كله .. أن الأقدار قد كتبت عليه الفكرة وأنه خدع بالوهم الذي زرع في جوفه وأخذ شكله .. فكان الوهم للطين وصمة عار جنت على طهره. ولكن ما كان من أمسي كان وليتني أبقى للآتين عبرة وستكون .. ولن أداس تحت أرجل المارين مهما كان ومهما سيكون .. عظيمٌ شأني مهما حقرت الدنيا والحضارات والقوة .. أحاسيسي ومشاعري وأفكاري.
من أفكار وقلم / سهيل عواد | |
|
سهيل عواد مدير الموقع
عدد الرسائل : 330 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
| موضوع: رد: "أنا والطين" مقال لسهيل عواد الإثنين مارس 10, 2008 5:58 am | |
| أرجو تفضلك بعد قراءة هذا المقال وكتابة ما فهمت منه وعن ماذا أتكلم تحديداً ؟ مع خالص شكري وتقديري
عدل سابقا من قبل سهيل عواد في الإثنين مارس 10, 2008 3:48 pm عدل 1 مرات | |
|
ماجدة مشرف
عدد الرسائل : 255 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
| موضوع: رد: "أنا والطين" مقال لسهيل عواد الإثنين مارس 10, 2008 3:13 pm | |
| الله الله يا أستاذ سهيل من فعل مقالك ووقع حروفك ونسج كلماتك وآه من الطين تشق الطين بالحياة
أيا طين قد ندى الجبين من فعالك منها المشين ومنها ما يعلي الجبين بها عزاً والله إن بك يا طين قسوة وغلظة ما جعل الحجر والصخر يعجب ويندى بك يا طين سيشهد طينك عليك يا طين أنت ابن عاق ،، عاق ،،، عاق تدوس أمك متجبراً متعالياً مختالاً
يا طين انك لها ومنها ومردك بها
ولن أداس تحت أرجل المارين مهما كان ومهما سيكون .. عظيمٌ شأني مهما حقرت الدنيا والحضارات والقوة .. أحاسيسي ومشاعري وأفكاري.
اللهم كتبها لي ولكل من يطلبها بصدق
مقبلين لوجهك الكريم غير مدبرين
يارب | |
|
سهيل عواد مدير الموقع
عدد الرسائل : 330 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
| موضوع: رد: "أنا والطين" مقال لسهيل عواد الثلاثاء مارس 11, 2008 8:45 am | |
| ردك رهيب يا ماجدة واعجابك بالمقال أحترمه جدا وسأجل التصريح عما اتحدث عنه في هذا المفال حتى اسمع ردود اخرى من الاعضاء لنا لقاء اخر وكل الشكر والتقدير لاهتمامك المميز والى لقاء آخر | |
|